إن الألم أو الوجع هو عبارة عن تجربة حسية وعاطفية غير محببة مرتبطة بتلف الأنسجة الفعلي أو المحتمل.
يتم تقييم الألم بناء على إحساس الشخص المتألم
لأن الألم هو تجربة ذاتية يستطيع الشخص المتألم فقط إدراكها، ولا يمكن الإحساس بها
من قبل الآخرين أو قياسها وتوثيقها بفحص أو جهاز معين.
أنواع الالم حسب المدة الزمنية
يمكن أن يقسم الألم إلى نوعين حسب
المدة الزمنية التي يسبب فيها مشكلة للمريض الى:
1-الألم الحاد
عادة ما يبدأ الألم الحاد : بشكل مفاجئ، ويكون بسبب محدد، يستمر فترة
أقل من 3-6 شهور، ويختفي الألم الحاد عند زوال المسبب الذي أدى إلى حدوثه. وعند
زوال الألم يعود الشخص إلى حياته الطبيعية بشكل كامل.
2-الألم المزمن
الألم المزمن : الذي يستمر لفترة تتجاوز الـ 6 شهور، حتى
بعد زوال المسبب الأساسي للألم، قد تستمر الأوجاع المزمنة من أشهر إلى سنوات،
وتتراوح ما بين متوسطة وشديدة، لذلك بدون وجود تشخيص وعلاج مناسبين، يؤثر الألم
المزمن على جودة ونوعية حياة المريض، ويمكن أن يعاني المريض من اكتئاب وقلق ناتج
عن استمرار وجود الألم الدائم.
يمكن أن يترافق مع الألم المزمن
مجموعة من الأعراض المختلفة، تزيد من إرهاق المريض النفسي والجسدي، مثل:
تشنج في العضلات.
محدودية القدرة على الحركة.
فقدان الطاقة.
تغير الشهية.
انواع الالم حسب موقع المستقبلات
الحسية
ويقسم الألم حسب نوع ومكان المستقبلات
الحسية إلى:
1-
الألم الجسدي
ويسمى أيضاً بألم الهيكلي العضلي،
ويوصف على شكل ألم حاد، أو ألم نابض، وغيرها، ويمكن تحديده في مكان
محدد.
يكون الإحساس بالألم الجسدي السطحي، في
الجلد والأغشية المخاطية، مثل الألم الناتج عن تقرحات الفم، وإصابة الجلد بجرح، أو
سرطان الجلد.
ويكون الإحساس بالألم الجسدي
العميق، في العضلات، والعظام، والمفاصل، والأربطة.
2-
ألم الأحشاء
توجد مستقبلات ألم الاحشاء في الأعضاء
الداخلية للجسم، مثل الأمعاء، والكبد، والقلب، الرئتين، وغيرها..
على عكس الألم الجسدي لا يمكن تحديد
ألم الأحشاء في مكان محدد، حيث يكون غير محدداً على شكل مغص أو انقباضات، كما يمكن
أن يكون مصدر الألم في مكان ويتم الإحساس به في مكان آخر ويسمى ذلك بالألم
المنتقل.
يترافق مع وجع الأحشاء أعراض أخرى
غالباً مثل الغثيان، والاستفراغ التي نادراً ما تصاحب الألم الجسدي.
كيف يتم تشخيص الالم؟
عند تقييم الألم يجب مراعاة أن الألم
هو عرض شخصي وأمر نسبي يختلف من مريض إلى آخر، يختلف الألم حسب العمر، والحالة
الصحية، والقدرة على التعبير.
لذلك تقييم الألم هو عملية مستمرة
وموثقة خلال كل مراحل العلاج. كما تعتبر مهمة في تحديد استجابة المريض للعلاج،
وتشخيص حدوث أي مضاعفات جانبية للعلاج أيضاً.
يقوم الطبيب بتقييم الألم عن طريق
سؤال المريض الأسئلة التالية:
-
موضع
الألم، تحديد مكان الألم بشكل محدد أو تقريبي يعتمد على نوع الألم، لكن وصف المريض
الدقيق له يساعد في التشخيص
-
مدة
الألم، يستخدم للتميز بين كون المشكلة حادة وحديثة أو مزمنة منذ فترة طويلة.
-
مسار
الألم، وصف مسار شدة الألم هل تزداد مع الوقت، أو تقل، أو ثابتة، أيضاً هل يبقى
الألم مستمراً بنفس القوة أو يكون متقطعاً.
-
وصف
طبيعة الألم.
-
انتشار
الألم، هل يبقى الوجع في مكانه أم ينتشر إلى مكان آخر
-
كيف
بدأ الألم، بصورة مفاجأة ام تدريجية.
- شدة الألم، تقاس شدة الألم من خلال وصف المريض، وتأثير الألم على
ملامح الوجه، وضعية المريض أثناء الألم، ومن خلال تأثير الألم على ممارسة الأنشطة
اليومية, كما يمكن سؤال المريض عن تقييم شدة المرض من 1 إلى 10.
-
العوامل
التي تحفز الألم.
-
العوامل
التي تخفف الالم.
-
يحتاج
الطبيب عند تقييم الآلام أخذ التاريخ المرضي للمريض بشكل كامل ووافي، بعدها يجري
الطبيب الفحص السريري، وبناء على ما سبق قد يحتاج لإجراء مجموعة من الفحوصات
المخبرية والصور الشعاعية للوصول إلى التشخيص
تقييم الألم لدى المرضى غير القادرين
على التواصل
إذا كان المريض غير قادر على التواصل
على الإطلاق، فإن العلامات التالية تشير إلى أنه قد يكون يعاني من الألم:
العبوس أو التجهم
التأوه أو البكاء
تغيرات في التنفس
تغيرات في المزاج
الانفعال أو زيادة الغضب
قلة التركيز
الانسحاب أو رفض التواصل البصري
رفض الرعاية
رفض الطعام
عدم الرغبة في الحركة
الانحناء أو تفضيل أحد الجانبين عند
المشي
تدليك أو فرك أو حماية المنطقة
المؤلمة.
علاج الألم:
يختلف علاج الألم باختلاف السبب
المؤدي له وفي حالات متعددة يكون التخلص من الألم ليس سهلاً، ويحتاج لأكثر من علاج
يتم استخدامهم في آن واحد للحصول على النتيجة.
ينقسم علاج الأوجاع إلى:
1-العلاج الدوائي حسب شدة الألم :
أكثر العلاجات الدوائية المستخدمة
لتسكين الألم هي:
- المسكنات الغير أفيونيه: مثل
الباراسيتامول ومضادات الالتهاب غير الستيرويدية وتعد الأقل تأثيراً في تسكين
الآلام المزمنة
- المسكنات الأفيونية: مثل كودايين (Codeine)
فنتانيل (Fentanyl)هيدرومورفون (Hydromorphone)الميثادون
(Methadone) مورفين (Morphine).اوكسيكودون
(Oxycodone) وغيرها
التعامل مع المسكنات الأفيونية بحذر
لتأثيرها المخدر، وظهور أعراض الانسحاب عند التوقف عن أخذها.
في الحالات المتقدمة من الأمراض
المستعصية، مثل السرطان المنتشر في مرحلة متقدمة يتم إعطاء مسكنات الآلام قوية
التأثير لتخفيف الآلام على فترات متقاربة تحت اشراف طبي وعلاج الاثار الجانبية
الناتجة عنها
هذه هي الطرق الشائعة التي يمكن من
خلالها إعطاء الأدوية الأفيونية:
§ الأدوية عن طريق الفم: يمكن تناولها في شكل حبوب أو سائل ويمكن أن
تكون قصيرة المفعول أو طويلة المفعول.
§ اللصقات الطبية: يمكن وضعها على الجلد لإطلاق الدواء بمرور الوقت ومن
الأمثلة على ذلك لصقات الفنتانيل.
§ دواء أفيوني تحت الجلد
§ دواء أفيوني عن طريق الوريد.
§ مضخة الدواء: وهذا ما يسمى بالتسكين الذي يتحكم فيه المريض.
§ حقن العمود الفقري. بالنسبة للألم الذي يصعب السيطرة عليه، قد يعطي
أخصائي التحكم في الألم دواء أفيونيًا مباشرة في منطقة الحبل الشوكي.
2-العلاج الجراحي التلطيفي:
وذلك لتقليل الشعور الألم من خلال
إزالة الجزء الضاغط والمؤثر على الوظائف الحيوية للأعضاء الداخلية.
3-
الإشعاع
التلطيفي:
هو استخدام الإشعاع على منطقة محددة لتقليص
الورم، أو إبطاء نمو الورم، أو لتقليل، أو تخفيف الأعراض مثل الألم والنزيف.
4-
العلاج
المهني والعلاج الطبيعي:
يمكن لأخصائي العلاج المهني والعلاج
الطبيعي إجراء تعديلات على منزل المريض وأنشطته اليومية لإدارة الألم (يمكنهم
التوصية بمساعدات الحركة لجعل التحرك أقل إيلاما والمساعدة في تغيير الوضعيات بانتظام)
5-
العلاج
التكميلي:
يمكن أن تساعد العلاجات التكميلية
الشخص على الاسترخاء، مما قد يقلل من الألم وتشمل التأمل -التدليك - العلاج
بالروائح -العلاج بالتنويم المغناطيسي والوخز بالإبر.
6-علاج خاص للأعصاب:
في الحالات التي يكون فيها الألم محدد
في مكان معين، يمكن حقن المكان بمادة الستيرويد ومخدر موضعي لتسكين العصب المحفز
لحدوث الألم، اوعن طريق مضخات الألم المزروعة.