تتوفر
مجموعة من المبادئ الأخلاقية والإرشادات التي تساعد في ضمان أن عملية صنع القرار
تأخذ في الاعتبار جميع وجهات النظر، وأن القرار يتوافق مع القيم الأخلاقية
المقبولة في مجتمعنا
وفيما
يلي بعض الاعتبارات الأخلاقية الرئيسية التي قد تواجه المريض او فريق الرعاية
التلطيفية.
أوامر عدم الإنعاش:
تعتبر
أوامر عدم الإنعاش (Do
Not Resuscitate Orders) بالغة الأهمية في الرعاية التلطيفية، حيث
ينصب التركيز على الراحة وجودة الحياة. حيث ان الانعاش القلبي الرئوي في هذه
المرحلة هو الخيار غير المناسب.
تشير
الأبحاث إلى أن 5.6% فقط من المرضى الخاضعين للإنعاش
القلبي الرئوي داخل المستشفى
فقط يبقون على قيد الحياة حتى موعد خروجهم لمكان إقامتهم و في حالة النجاة فانهم
دائما ما يعانون من الاعراض الجانبية لتوقف القلب و الدماغ او الكسور في الاضلاع و
غيرها من التوابع التي قد تطيل من
المعاناة النفسية و الجسدية للمريض و الاشخاص المقربون منه.
وأصدرت
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء في المملكة العربية السعودية الفتوى رقم
(12086) والمتضمنة ما يلي:
أولا: إذا
وصل المريض إلى المستشفى وهو متوفى فـلا حاجة لاستعمال جهاز الإنعاش.
ثانيا: إذا
كانت حالة المريض غير صالحة للإنعاش بتقرير ثلاثة من الأطباء المختصين الثقات فلا
حاجة أيضا لاستعمال جهاز الإنعاش.
ثالثا: إذا
كان مرض المريض مستعصيا غـير قابل للعلاج، وأن الموت محقق بشهادة ثلاثة من الأطباء
المختصين الثقات فلا حاجة أيضا لاستعمال جهاز الإنعاش.
رابعـا: إذا
كان المريض في حالة عجز، أو في حالة خمول ذهني مع مرض مزمن، أو مرض السرطان في
مرحلة متقدمة، أو مرض القلب والرئتين المزمن، مع تكرار توقف القلب والرئتين، وقرر
ثلاثة من الأطباء المختصين الثقـات ذلك، فلا حاجة لاستعمال جهاز الإنعاش.
خامسا: إذا
وجد لدى المريض دليل على الإصابة بتلف في الدماغ مستعص على العلاج بتقرير ثلاثة من
الأطباء المختصين الثقات فلا حاجة أيضا لاستعمال جهاز الإنعاش، لعدم الفائدة في
ذلك.
سادسا: إذا
كان إنعاش القلب والرئتين غير مجد، وغير ملائـم لوضع معين حسب رأي ثلاثة من
الأطباء المختصين الثقات فلا حاجـة لاسـتعمال آلات الإنعـاش، ولا يلتفـت إلى رأي
أولياء المريض في وضع آلات الإنعاش أو رفعها، لكون ذلك ليس من اختصاصهم.
الاستقلالية والموافقة المستنيرة:
v احترام استقلالية المريض: يعد ضمان
إبلاغ المرضى بشكل كامل وإشراكهم في قرارات الرعاية أمرًا بالغ الأهمية. ويشمل ذلك
تقديم معلومات واضحة حول خيارات العلاج والفوائد المحتملة والمخاطر.
v القدرة على اتخاذ القرار: قد يكون
تقييم قدرة المريض على اتخاذ قرارات مستنيرة أمرًا صعبًا، خاصة إذا كان هناك ضعف
إدراكي. من المهم تحقيق التوازن بين احترام الاستقلالية والحاجة إلى اتخاذ
القرارات بما يخدم مصلحة المريض.
التخدير التلطيفي:
يتضمن
التخدير التلطيفي إعطاء أدوية لتخفيف الأعراض الشديدة عن طريق تخدير المريض كليا
او جزئيا، ويتلخص التحدي الأخلاقي في التمييز بين تخفيف المعاناة او زيادتها.
سحب العلاجات غير المفيدة
قد
يواجه المرضى والأسر ومقدمو الرعاية الصحية قرارات صعبة بشأن سحب العلاجات التي
تدعم الحياة. يجب اتخاذ هذه القرارات بشكل تعاوني، مع مراعاة رغبات المريض وجودة
حياته.
تخصيص الموارد والتوزيع العادل:
في البيئات ذات الموارد المحدودة، يمكن أن تؤدي
القرارات المتعلقة بكيفية تخصيص موارد الرعاية التلطيفية المحدودة (على سبيل
المثال، الوقت، الأدوية والموظفين) إلى خلق معضلات أخلاقية. قد يكون تحديد أولويات
الاحتياجات بشكل عادل مع معالجة احتياجات المريض الفردية أمرًا معقدًا.
الحساسية الثقافية:
احترام المعتقدات الثقافية والدينية: قد يكون
لدى المرضى والأسر معتقدات ثقافية أو دينية محددة تؤثر على آرائهم بشأن الرعاية في
نهاية الحياة. إن احترام هذه المعتقدات أثناء تقديم الرعاية المناسبة أمر ضروري
للممارسة الأخلاقية.
التوجيهات المسبقة وأهداف الرعاية:
v توضيح أهداف الرعاية: قد يكون ضمان
فهم التوجيهات المسبقة وأهداف الرعاية واحترامها أمرًا صعبًا، خاصة عندما تتطور أو
عندما يكون لأفراد الأسرة وجهات نظر مختلفة.
v ديناميكيات الأسرة واتخاذ القرار: قد
يكون لأفراد الأسرة وجهات نظر متضاربة حول أفضل مسار للعمل. يتطلب تسهيل التواصل
الفعال واتخاذ القرار في هذه المواقف المهارة والحساسية. إن معالجة هذه القضايا
الأخلاقية تتطلب التواصل المستمر والتعاطف والالتزام بمبادئ الإحسان (التصرف بما
يخدم مصلحة المريض) وعدم الإيذاء (تجنب الأذى) والعدالة (الإنصاف).
مبادئ الأخلاقيات الطبية التي تساعد في اتخاذ القرار:
• الإحسان (اتخاذ القرار المفيد)
• عدم الإضرار (عدم التسبب في الضرر)
• الاستقلال (حرية اخذ القرار من المريض)
• العدالة
يتم النظر في القضايا الاخلاقية من أربعة مناظير مختلفة للمساعدة في اتخاذ القرار:
• الحالة الطبية للمريض
• معتقدات المريض (وأسرته) ورغباته وتوقعاته
وتفضيلاته
• جودة الحياة من وجهة نظر المريض
في
نهاية الأمر يتخذ الفريق الطبي والمريض القرار الأخلاقي الأفضل لتحسين جودة حياة المريض
في ظل الظروف التي يعاني منها هو وأسرته